العقلية التي تنشأ من البيئة أن تحسن أوتقضي على الميول المستمدة من الأسلاف،فانه لا شك في أنها تلعب دوراً رئيسياً فيمصير الفرد، فهي أحياناً تبدد أسمى الصفاتالعقيلة، وتجعل أفراداً معينين ينمونبدرجة لم تكن متوقعة على الاطلاق... وهيتساعد الضعيف وتجعل القوي أكثر قوة».
«إنه مهما يكن من أمر ميول الأسلاف، فإنكل فرد يدفع بتأثير أحوال النمو في طريقيقوده إما إلى العزلة في الجبال أو إلىجمال التلال أو إلى أوحال المستنقعات حيثيطيب للسواد الأعظم من الرجال المتحضرينأن يعيشوا» (1)
إن الامام محمد بن علي الباقر (ع) يعبر عنقابلية تغيير بعض الصفات الوراثية للطفلفي رحم الأم بكلمة (البداء)، في ضمن حديثطويل بهذا الصدد فيقول:
«ثم يوحي الله تعالى إلى الملكين: إكتباعليه قضائي وقدري، ونافذ أمري واشترطا ليالبداء فيما تكتبان...» فهذا يدل على أنالقضاء والقدر في حق الطفل ليس أمراًقطعياً، بل قابل للتغيير والتبديل حسببداء الله تعالى...
«... فيقولان: يا رب، ما نكتب ؟ فيوحي اللهعز وجل إليهما أن إرفعا رؤوسكما إلى رأسأمه، فيرفعان... فإذا اللوح يقرع جبهة أمه.فينظران فيجدان في اللوح: صورته، ورؤيته،وأجله وميثاقه، شقياً أو سعيداً، وجميعشأنه. فيكتبان جميع ما في اللوح ويشترطانالبداء فيما يكتبان» (2).
(1) الانسان ذلك المجهول ص 198. (2) الكافي ج 6|14. وللتحقيق في معنى البداءوكيفية نسبته إلى الله تعالى نقول: =