طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 138
نمايش فراداده

يرى البعض أن أولاد الزنا الزنا محرومونعن الفيض الالهي والرحمة الربانية بسببكونهم ناشئين من زنا، وأن عليهم أن يحيوابشقاء ومصيرهم إلى جهنم بلا ريب... لكن هذاينافي العدل الالهي، فالله تعالى لا يعذبشخصاً بما هو خارج عن اختياره. فإذا أسلممن ولد من الزنا بإخلاص وعمل بوظائفهالشرعية فانه يمارس الحقوق التي يحق لكلمسلم أن يتمتع بها في الدنيا، ويشملهالفيض الالهي العظيم في الآخرة.

مراقبة أشد:

إن ولد الزنا يمكن أن يصل إلى درجاتالكمال كغيره من أفراد المسلمين مع فارقواحد: هو أنه عليه أن يخضع لمراقبة أشد، كييتمكن بذلك من مواجهة آثار الانحرافالوراثي ويؤمن نفسه من أخطاره الجسيمة.

ونظراً لأن الأساليب التربوية والظروفالبيئية تختلف، وأن القوى الوراثيةمتفاوتة في الأفراد كما يقول الدكتورالكسيس في النص الذي نقلناه أنه يعاملهمعاملة غيره مع إضافة تشديد المراقبة عليهفي تلقيه الدروس الإيمانية والأخلاقية...فانه يبقى في حيطة من أمره ومن مزاجهالقائم على الانحراف. ولذلك فلا يرضى بأنيسلم زمام الحكم ومقدرات الأمة بيده.

إن ولد الزنا لو كان أعلم علماء عصره فانهلا يحق له أن يتقلد منصب مرجعية التقليدالعام للمسلمين، وقيادة الأمة الاسلامية،ومهما كان صاحب ذوق رفيع ونبوغ كامل فيالعلم، فالاسلام لا يرضى له أن يتقلد منصبالقضاء بين المسلمين، لأن من الممكن أنتظهر صفته الوراثية الرذيلة فجأة، وتلتهبنار الفساد الكامنة تحت الرماد، وتقطعبذلك القيود الدينية والتربوية، وتجربذلك الويل والثبور للذين يتقلد زمامهم.

* * *

وملخص ما مر أن بعض الصفات الوراثية تتصفبصفة الحتمية وهي من مصاديق القضاء والقدرالذي لا يقبل التغيير. والبعض منها يسلككعامل