طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 169
نمايش فراداده

بإمكان التربية الناجحة والبيئة الصالحةان تبعد الطفل عن المفاسد، وترشده إلىطريق الفضيلة والطهارة.

كانت الجزيرة العربية قبل الاسلام مصابةبأنواع الانحرافات الروحية والخلقية طيلةقرون متمادية، حيث الرذائل متأصلة في جذورذلك المجتمع كالخيانة والسرقة، والعصبيةوالافساد، والجبن والحمق، وما أشبه ذلك.ومن البديهي أن أطفالهم يتولدون معاستعدادات للسلوك غير المرضي مضافاً إلىأن البيئة الفاسدة كانت تساعد على نمو تلكالصفات الرذيلة وظهور الاستعداداتالفاسدة إلى عالم التنفيذ.

أعظم مربي للبشر:

... ومع ذلك فان الرسول الأعظم (صلى اللهعليه وآله وسلم) عمل بفضل أساليبهالتربوية الصالحة وتعاليمه الدينيةالعظيمة على قمع الصفات الرذيلة في نفوسأولئك الذين خضعوا لتربية، وزرع مكانهاالصفات الحميدة والملكات الفاضلة.

يروي لنا التاريخ قصة الجيش البسيط الذيقدم به أبرهة من الحبشة إلى مكة لهدم بيتالله الحرام. ورأينا كيف أن أهالي مكةالجبناء خرجوا منها من فرط خوفهم ووحشتهمولجأوا إلى سفوح الجبال، ولم يجرأوا علىالمقاومة يوماً واحداً. ولكن الأساليبالتربوية الدقيقة للنبي (صلى الله عليهوآله وسلم) غيرت أسلوب حياتهم تماماً...فنفس أولئك الناس الذين كانوا ضعفاء قبلمجيء الاسلام، أظهروا من الشجاعةوالاقدام والشهامة في ظل إرشادات النبيوفي كنف مدرسته التربوية العظيمة حيثصمدوا لأقوى دول العالم آنذاك، واستطاعوامن أن يخوضوا أعظم الحروب ويفتحوا البلدانالعظيمة ويرجعوا إلى أوطانهم فاتحينغانمين... وهكذا شأن جميع الصفات الرذيلةفقد اختفت من نفوسهم بفضل تعاليم الاسلاموحلت محلها الصفات الحميدة والسجاياالخلقية الفاضلة.

أجل! فالمربي القدير ـ يستطيع بفضلالأساليب الدقيقة ـ من قمع الصفات الشريرةوإحلال الصفات الخيرة محلها.