جسد الطفل وروحه:
إن الانسان عبارة عن الجسد والروح،والمادة والمعنى. فالتربية الصحيحةوالتامة عبارة عن إحياء جميع الميولالمادية والمعنوية، والمربي القدير هوالذي يلاحظ التوازن بين مطاليب الجسدومطاليب الروح. فكما يعتني بسلامة جسدالطفل، يجب أن يعتني بسلامة نفسه أيضاً.فيحاول أن يبذر في نفسه بذور الفضيلةوالايمان من أولى أدوار حياته ليتربىتربية طاهرة صحيحة.فكثير من العوارض النفسية والمآسي التيتؤدي إلى الأمراض الروحية والعقلية، وقدتجر إلى الجنون أو الانتحار أحياناً...إنما هي معلومة للانحطاط الخلفيوالانحراف عن السجايا الانسانية. ومنالمؤمل أن نبحث ـ بتوفيق من الله ـ في قسممنها في المحاضرات القادمة.قلنا: أن الأساس الثاني لبحثنا في هذهالمحاضرة هو أن المربي القدير يجب أن يسعىلدحر الميول المنحرفة والصفات البذيئةالتي ورثها الطفل من أبوية (كتربة مساعدة)،فيعمل على قمعها وإخفاء آثارها. ويزرعمكانها البذور الصالحة للسلوك المفضل.فبعض الأطفال قد ورثوا الجبن، البخل،الكسل، الخسة ونحوها من الصفات من أبويهم،وهذه الصفات ليست من قبيل القضاء الحتميوالمصير القطعي الذي لا يقبل التغيير ـكما سبق آنفاً ـ بل(1) الانسان ذلك المجهول ص 214 ـ 216.