إحياء الفطرة الأولى: - طفل بین الوراثة و التربیة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
«خرجت مع صديق لي بالبادية فأضللناالطريق، فإذا رأينا في يمين الطريق خيمةفقصدناها فسلمنا، فإذا امرأة ردت عليناالسلام، فقالت: من أنتم ؟ قلنا: ضالينقصدناكم لنأنس بكم. فقالت: أديروا وجوهكمحتى أعمل من محقكم شيئاً ففعلنا، فقالت:أجلسوا حتى يجيء إبني وكانت ترفع طرفالخيمة وتنظر فرفعتها مرة، فقالت: أسألالله بركة المقبل. وقالت: أما الناقة فناقةابني، وأما الراكب فليس هو. فلما وردالراكب عليها قال: يا أم عقيل عظم اللهأجرك بسبب عقيل قالت: ويحك مات عقيل ؟ قال:نعم. قالت: بما مات ؟ قال: أزدحمته الناقةوألقته في البئر. فقالت له: أنزل وخذ زمامالقوم. فقربت إليه كبشاً فذبحه وصنعت لناطعاماً، فشرعنا في أكل الطعام ونتعجب منصبرها فلما فرغنا خرجت إلينا وقالت: أيهاالقوم أفيكم من يحسن في كتاب الله شيئاً ؟قلت: بلى! قالت: إقرأ علي آيات أتسلى بها منموت الولد. قلت: الله عز وجل يقول: «وبشرالصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة...المهتدون» قالت: الله هذه الآية في كتابالله هكذا ؟ قلت: أي والله إن هذه الآية فيكتاب الله هكذا فقالت: السلام عليكم فقامتوصلت ركعات ثم قالت: أللهم اني فعلت ماأمرتني به، فانجز لي ما وعدتني به» (1).
أي قوة غير الايمان بالله قادرة على تهدئةخاطر امرأة ثكلى بهذه السرعة والسلامة ؟!.
أي قدرة غير الاعتقاد الديني تستطيعإطفاء لهب الحزن والويل من روح أم أصيبتبموت ولدها الشاب، بهذه الفورية ؟!!
إحياء الفطرة الأولى:
نعود فنلخص ما ذكرناه فيما سبق، وهو أنالايمان بالله إحياء لأولى القوى الفطريةعند الانسان... إن الايمان بالله كفيلبتنفيذ أوامر الوجدان الأخلاقي... وهو أعظمملجأ للانسان، وأكبر عامل للهدوء النفسي