إختلاف البشر:
إن عدم نضح العقل البشري طوال القرونالمتمادية هو الذي سبب اختلاف الناس فيكيفية تعيين مناهج حياتهم ومعرفة طريقسعادتهم. وقد تؤدي هذه الاختلافات إلىمطاحنات ومشاحنات عظيمة، ومفاسد لا تجبر.والعالم المتحضر ـ بالرغم من النجاحاتالعلمية والعملية الباهرة التي أحرزها ـلم يكن بعيداً عن هذا البؤس، فهو لا يزاليحترق في نار الاختلافات العقيدية وبذلكيعرض السلام العالمي والأمن العام إلىأعظم الأخطار في كل آن. ومن أبسط الأمثلةعلى ذلك أننا نرى اليوم أن الشيوعية قدصارت سبباً في أعظم وأخطر الانشقاقاتالفكرية، فهناك الملايين من العقلاءوالمثقفين والجامعيين يعتقدون بأن طريقالسعادة الانسانية منحصر في تطبيق النظامالشيوعي، وأنه إذا قدر لهذا النظام أنيسود العالم يوماً وتطبقه جميع الأمموالقوميات في العالم فان البشرية ستصل إلىأوج عظمتها، وستضمن لها سعادتها وكمالهااللائق بها. وللوصول إلى هذا الهدف يجبالسعي بكل جهد لازالة الموانع ـ الواحدةبعد الأخرى ـ وكذلك يجب العمل لبث الفكرةبمختلف وسائل الدعاية والاعلان، فلربمايشمل هذا الفيض العظيم العالم كله، وتكونالنتيجة تطبيق السعادة على الناس كلهم فيأرجاء المعمورة!!.... وفي قبال هؤلاء يوجد ملايين العقلاءوالعلماء والمثقفين والجامعيين يعتقدونبأن الشقاء والبؤس والانحطاط يتمثل فيالنظام الشيوعي، والنسبة طردية بينانتشار هذا النظام في العالم وفقدانالراحة والسعادة من الانسانية، فالشيوعيةتعني دمار الانسانية كلها، والنظامالشيوعي معناه خنق الحرية وكبتها،والمذهب الشيوعي يعني قتل الأخلاقوالفضيلة...(1) الكافي لثقة الاسلام الكليني ج 1|16، ططهران.