التربية للجميع:
إن الاسلام الذي لم تفته صغيرة ولا كبيرةمن الوسائل المؤدية بالبشر إلى السعادةوالكمال، لم تفته هذه الناحية فركزتعاليمه الرصينة على أسس التربية الصالحة.إن الاسلام يدعو جميع الناس من أي طبقةكانوا إلى الإيمان والطهارة، ولذلك فهويرى كل فرد ـ مهما كانت خصائصه العائليةالوراثية واستعداداته الفطرية ـ قابلاًلتلقي الايمان والخلق والفاضل... وهو لايخيب أمل أي فرد، بل يحاول البحث في أعماقفطرته للوصول إلى القيم الحية التي يمكنأن تنمي وتستخرج من بين زوايا النفس وتجلىفتبعث على الحياة من جديد.ومن النماذج الحية لاعتناء الاسلامبتربية الأفراد الذين يرثون الصفاتالرذيلة عن أبويهم سلوكه المفضل معالأطفال اللاشرعيين. إن مما لا شك فيه أنولد الزنا يحمل في فطرته صفات شريرة ـ كماسنثبت ذلك إن شاء الله ـ ولكن الاسلاميعتبره قابلاً للتربية بدليل أنه يدعوهلتلقي التعاليم الايمانية والخلقيةوالسلوك الخير المؤدي إلى السعادة.ومن الواضح أنه لو كان منقذ البشرية ورسولالاسلام العظيم يرى في(1) الانسان ذلك المجهول ص 198.