قلب الطفل صفحة بيضاء:
يقول الامام أمير المؤمنين (ع) لولدهالحسن: «إنما قلب الحدث كالأرض الخالية. ماألقي فيها من شيء قبلته فبادرتك بالأدبقبل أن يقسو قلبك ويشتغل لبك» (2).إن قلب الطفل صفحة بيضاء، لا يوجد فيهافكرة صحيحة أو خاطئة. والاباء والأمهاتالشاعرون بالمسؤولية هم الذين يستغلونذلك أقصى الاستغلال ويجعلون قلوب أطفالهمتتزين بالملكات الفاضلة والأخلاقالحميدة.إن عواطف الطفل ومشاعره تظهر قبل عقله،ويمكن الاستفادة من أحاسيسه قبل ذخائرهالعقلية بكثير. إن الأطفال في جميع أنحاءالعالم يرسلون إلى المدارس بعد السنةالسادسة، ومن ذلك الحين تتفتح المواهبالفكرية للطفل، في حين أن أحاسيسه ومشاعرهتبدأ بالنشاط قبل ذلك بزمن طويل.وفي الوقت الذي لا يفهم الطفل المسائلالعليمة ولا يدركها، يدرك القضاياالعاطفية وتؤثر فيه كالحدة والغلظة،واللين والرفق، العطف والحنان، الاحتراموعدم الاعتناء وغير ذلك، وبصورة موجزة فانموضوع تنمية المشاعر والأحاسيس يشغلقسطاً مهماً من المسائل التربوية. ويقععبء المسؤولية في أداء هذا الواجب علىالأبوين بالدرجة الأولى. فرياض الأطفالعاجزة عن أن(1) راه ورسم زندكى ص 118.(2) نهج البلاغة ص 442.