الندم وطلب المغفرة:
إن على المذنب بعد الاقرار بالذنب، ورجاءالمغفرة، أن يطلب العفو والغفران في كمالالصدق مظهراً ندمه الواقعي على أفعالهالسيئة، وطبيعي أن يغفر الله الذنب مهماكان عظيماً في ظروف مثل تلك، وهذا هو معنىالتوبة الحقيقية. فإذا أظهر شخص الاستغفاربلسانه ولم يكن نادماً في قلبه على اعمالهالبذئية، فانه لم يتب توبة حقيقية ولاتطهر نفسه.يقول الامام الرضا (ع) بهذا الصدد: «مناستغفر الله بلسانه ولم يندم بقلبه، فقداستهزأ بنفسه» (2).إن المذنبين الذين يتوفقون للتوبةالحقيقية ويخلصون أنفسهم بذلك ـ وفي ظلالعنايات الالهية ـ من دنس الذنوب، يحوزونعلى ضمائر هادئة وأرواح مطمئنة، فلا يحسونبالحقارة والضعة في نفوسهم بعد ذلك ولايسمعون تأنيباً من الضمير، ويبلغ بهمالتنزه عن الذنوب إلى درجة أنهم يصبحونكأن لم يقترفوا ذنباً أصلاً، يقول الامامالصادق (ع) «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»(3).* * *الايمان وتدارك الخطأ:
لا بد من التنبيه إلى هذه النقطة، وهي أنالشرط الأول للتوبة الحقيقية وغفرانالذنب هو الايمان بالله. إن الذي لا يملكرصيداً قوياً من الايمان أو(1) سورة الزمر |53.(2) مجموعة ورام ج 2|110.(3) سفينة البحار للقمي | مادة غفر ص 322.