المحاضرة الخامسة عشرة
التربية في ظل العدل والحرية
قال الله تعالى: «فبما رحمة من الله لنتلهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا منحولك» (1).حب الكمال:
من الأمور الفطرية عند الانسان، والتييمكن أن تكون أساساً ثابتاً لتربية الطفل:غريزة التفوق، وحب الكمال. إن الرغبة فيالترقي والتعالي تعتبر من فروع حب الذاتالمودع في فطرة كل انسان. وعلى المربيالقدير أن يستغل هذه الثروة النفسية،ويقيم شطراً من الأساليب التربويةالصحيحة على هذا الأساس، فيسوق الطفل إلىطريق الترقي والتعالي.لقد ورد بهذا الصدد حديث عن الامام الحسن(ع):... «أنه دعا بنيه وبني أخيه، فقال: إنكمصغار قوم، ويوشك أن تكونوا كبار قومآخرين، فتعلموا العلم... فمن لم يستطع منكمأن يحفظه فليكتبه وليضعه في بيته» (2).وفي هذا الحديث نجد أن الامام الحسن عليهالسلام، لأجل أن يحث أبناءه وأبناء أخيهعلى اكتساب العلوم ويشجعهم على ذلك يستفيدمن حب الذات والترقي عندهم ـ وهو أمر فطريـ من دون أن يتوسل إلى الزجر والأساليبالمخيفة، ويفهمهم أن تحصيل العلم فياليوم، سبيل الوصول إلى العزة والعظمة فيالغد.(1) سورة آل عمران |157.(2) بحار الأنوار ج 1|110.