تعادل الروح والجسد:
إن حفظ التوازن بين الروح والجسد أهمعوامل النجاح والسعادة وإن أئمة الاسلامعلهيم السلام كانوا إذا لا حظوا إفراطاًأو تفريطاً في سلوك أصحابهم في جانب ماديأو معنوي، إهتموا بتعديل ذلك الانحرافوتسوية ذلك الخطأ.كان في البصرة أخوان، أحدهما: علاء بنزياد الحارثي، والآخر عاصم. وكانا كلاهمامن المخلصين لعلي (ع)، وكانا مختلفين فيالسلوك، فعلاء مفرط في حبه للدنيا وجمعهللمال... أما عاصم فكان على العكس منهمدبراً ظهره للدنيا، صارفاً جل وقته فيالعبادة وتحصيل الكمالات الروحية. وفيالواقع كانا كلاهما قد تجاوزا الطريقالمستقيم، وانحرفا عن الصراط السوي...وذات يوم مرض (علاء) فذهب علي (ع) لعيادته،وما أن استقر به الجلوس حتى التفت الإمامإلى سعة عيشه وإفراطه في سعيه وراءالمادة، فخاطبه قائلاً: وماذا تصنع ياعلاء بهذه السعة المفرطة من العيش ؟ إنكإلى تحصيل وسائل سعادتك المعنوية أحوج،فاسع في ذلك الجانب أيضا... ثم قال (ع): اللهمالا أن تكون عملت ذلك كله لتمهيد طريقالسعادة المعنوية، لتتمكن من استقبالأكبر عدد ممكن من الضيوف في بيتك، وتستطيعمن صلة أرحامك وأداء حقوق إخوانك بأكملوجه [ ملاحظة: لمعرفة نص الكلام يراجع نهجالبلاغة ].لقد أثر هذا الدرس البليغ ـ بأسلوبهالهادئ المتين ـ في (علاء) كثيراً،(1) وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعةللحر العاملي ج 4|106.