لقد أدى القلق والضطراب النفسي إلى تحويلثلة كبيرة من المتمدنين المعاصرين فيالعالم إلى مرضى، وهذا المرض الؤلم قد سلبراحة المصابين به من الرجال والنساء.فنجد البعض منهم يستعينون للحصول على نومبضع ساعات والاستراحة بأقراص مخدرةومنومة، أما في اليقظة فصراع دائب معالآلام الباطنية والقلق المستمر!.والبعض الآخر يلجأون لنسيان أنفسهم لبعضالوقت، والتخلص من شر القلق الداخلي إلىاستعمال المشروبات الروحية والحشيشة،وبعملهم هذا يهدمون صرح سعادتهم وسلامتهم.أما القسم الآخر فانهم قد فقدوا القدرةعلى المقاومة بالتدريج على أثر الضغطالروحي المتواصل والقلق المستمر إلى حيثالاصابة بالأمراض النفسية أو الجنون،وقضاء ما تبقى من العمر في مستشفياتالمجانين بأسوأ حال وأشنع صورة!.وهناك طائفة تأزمت حالتها تجاه المضايقاتالروحية المستمرة إلى درجة أنها أفلتتعنان الاختيار من يدها، وأقدمت علىالانتحار هرباً من القلق والألم، وبهذاالوضع المزري ينهون تلك السلسلة منالاضطرابات.