إن أحسن وأرقى الحكومات العالميةالمعاصرة هي الحكومة التي تسيطر القوانينالعادلة على جميع شؤونها، ويعيش جميعأفراد تلك الدولة ـ من أي طبقة أو منزلةكانوا ـ آمنين في ظل العدالة والقانونبأرواح ملؤها الرفاه والسعادة والهدوء.ولقد عمل قائد الاسلام العظيم، قبل أربعةعشر قرناً، على إرساء قواعد النظامالاجتماعي في حكومته على هذا الأساس، فقدمنح العدل والأمن الروحي والهدوء النفسيلجميع الناس، وزال الخوف والاضطراباللذين كانا يحكمان العصر الجاهلي من جراءاستبداد الحكام واضطهاداتهم فاصبح الفردالمسلم يخاف من ذنبه فقط. ولأجل أن يتجلهذا الدور الذي يسلكه الاسلام في ضمانالأمن والهدوء للمجتمع نبسط بعض الشيءمسألة الخوف.هناك حافزان للخوف في تطبيق الواجباتالدينية من قبل كل فرد مسلم: (الأول): الخوفمن الله والجزاء الآخروي. (والآخر) الخوفمن الحكومة والعقاب الدنيوي... وفي كلاالموردين يكون منشأ الخوف هو الذنب الذيارتكبه الانسان نفسه.
أ ـ الخوف من الله:
على كل فرد مسلم أن يطمئن إلى رحمة اللهالواسعة، خائفاً من عقابه.