معنى القدر:
يقول الله تعالى في القرآن الحكيم: «إناكل شيء خلقناه بقدر» (1) فأصغر الذراتالأرضية وأكبر الأجرام السماوية قد خلقتكلها على أساس مقياس دقيق وتقدير صحيح، كلقد انتظم في مكانه الخاص به... وهذا هو معنىالقدر. إن عالماً فلكياً يستفيد من هذاالتقدير العظيم والحساب الدقيق فيتوصلبمحاسباته الرياضية إلى التنبؤ عن وقتخسوف القمر ومدة الخسوف ومقداره قبل أشهرعديدة. فإذا لم يكن وضع الشمس وحركة القمرعلى أساس نظام متين ثابت لا يتغير، فانهيستحيل على الفلكي أن يصل إلى هذا التنبؤ.وبهذا الصدد يتحدث القران الكريم عن حركةالشمس والقمر فيقول «الشمس والقمربحسبان» (2).وهكذا، فإذا وجدنا الفضاء الفسيح بأجرامهالعظيمة منظماً وثابتاً، وإذا كانت قطعةمن الحجر تنسحب من الفضاء إلى المركز بفعلجاذبية الأرض، وإذا خرجت البذرة من تحتسطح الأرض بصورة نبتة، وإذا وجدنا النطفةتنمو في رحم الحيوان أو الانسان فتتحولإلى موجود كامل... فذلك كله يسير طبقالقوانين والسنن الالهية وكلها مظاهرلقضاء الله وقدره. إذن فالعالم يسير بموجبالقضاء والقدر وكل يجري إلى مصيره المعينله بحسب التقدير الالهي.(1) سورة القمر |49.(2) سورة الرحمن |5.