ما أكثر الأشخاص الذين توصلوا إلى اكتشافحقائق مجهولة في الماضي والحاضر عن طريقالأحلام، ولطالما كان الحلم مخبراً بصورةصريحة أو مع شيء من التحوير ـ وبمساعدةالتفسير ـ عن بعض الحقائق التي لم تكن تخطرعلى بال الحالم أو ضميره الباطن! وإن هذهالطائفة من الأحلام من الكثرة بمقدار أنهالا تقبل الانكار والتكذيب. وهناك في الأسرالشرقية والغربية أفراد عديدون تقع لهمأمثال هذه الأحلام.لقد توفيت زوجة أحد العلماء القديرينالمعاصرين، وكانت تطلب في أيام حياتهامبلغاً مهماً من المال من شخص ما، ويوجدعندها سند يثبت الدين، والمدين طالبهمبالسند الرسمي، ولقد قامت ابنة المتوفاةبالبحث عن السند في البيت كله، وفي أي مكانتحتمل وجوده فيه من دون أن تصل إلى نتيجة.ولم يكن المدين مستعداً لدفع دينه دون أنيقبض السند الرسمي. فيئس الورثة مناستحصال الدين. وفجأة رأت الخادم في الحلمأنها رأت سيدتها المتوفاة تأمرها بأن تخبرابنتها بأن السند في جيب الثوب الفلاني.فذهبت البنت إلى مكان ذلك الثوب ووجدتالسند فيه كما أخبرت به الخادم. هذه الرؤيالا يمكن تفسيرها حسب أصول التحليل النفسيلفرويد. فليست ظهوراً لمكنونات الضميرالباطن للخادم. فإن الخادم لم تكن تعرف عنموضوع الدين والسند أي شيء أصلاً، حتىتعرف محله!.لهذا النوع من الأحلام حساب خاص، أوضحهالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بقوله: «...بشرى من الله» كمامر، وهي نوع من الالهامالإلهي، وهي كثيرة إلى درجة أنها لو جمعتمن كل عصر لأصبحت بصورة كتاب كبير. لميتحدث فرويد عن هذا النوع من الأحلامأصلاً، ولا يستطيع أن يقول شيئاً عنها،