يمكن تمثيل الوجدان الأخلاقي بقاض حاذقوقوي يحاكم صاحبه عند ارتكابه جريمةويحكمه، ويجازيه على أعماله السيئةبالضربات المؤلمة التي يوجهها على روحهوأعصابه.لا توجد في العالم محكمة تضاهي محكمةالوجدان في قوتها وحريتها فالمجرم مهماكان قوياً فأنه ضعيف وعاجز أمام قاضيالوجدان، ولا يستطيع أن يهرب من عقوباتمحكمة الوجدان بأي وسيلة أصلاً.للجنون أو الأمراض النفسية والعصبيةعوامل مختلفة، وإن مما لا شك فيه أن من تلكالعوامل الضربات الداخلية والضغط الشديدللوجدان. إن الوجدان الأخلاقي يسلب المجرمإستقراره وراحته، ويقض عليه مضجعه ويجعلالحياة أمام عينيه سجناً لا يطاق،فالاحساس بالخيانة والاجرام يلتهب فيباطن المجرم كشعلة متوهجة تحرق روحهوجسمه.