يعد الهدوء النفسي والأمن من الخوف،الشرط الأول لسعادة الانسان. ففي المجتمعالذي لا يأمن أفراده على آرائهم وتكونحياتهم مقترنة بالاضطراب والقلق، لا مجالللسعادة الحقيقية والكمال الواقعي إليه،فالعدالة الاجتماعية هي القوة الوحيدةالتي تستطيع أن تبعث الاطمئنان والهدوءإلى النفوس وتهب الأشخاص الأمن والسكينة.البيئة الصحيحة للانسانية تكون في الدولةالتي يسوسها القانون والعدالة، الدولةرسمت حدود اختصاصات المسؤولين والشعبفيها بموجب القوانين العادلة، في الدولةالتي يكون المسؤولين أنفسهم مطيعينللقانون، ويسلكون سبيل العدالة فيأحكامهم ولا يسمحون لأنفسهم بأقل انحرافأو تجاوز على حقوق الآخرين... هناك يحس جميعالأفراد في داخل أنفسهم بالهدوء والأمان،فلا وحشة ولا قلق، ولا ظلم يصيب المواطنينمن المسؤولين والمسيطرين على زمام الحكم.في دولة كهذه يكون طريق التكامل والتعاليمفتوحاً أمام جميع الناس، وباستطاعة كلفرد أن يعمل لسعادته بارتياح واطمئنان،ويستفيد من نتائجها المهمة.أما الدولة التي يسيطر عليها الاستبدادوالتعنت، ولا يحترم فيها القانونوالعدالة أصلاً ويفقد الحق والانصافمعناهما فيها... فلا حرية هناك. بل يسودسماء الأمة قلق واضطراب ويفقد الأفرادهدوءهم، يقضون ليلهم ونهارهم في الخوف أويكونون عبيداً لا إرادة لهم قبال أسيادهم،وفي كل لحظة يمكن أن يسيئ الحاكم إلى شخصأو أشخاص من أفراده ويحمل