طغيان الغرائز واندحار الوجدان: - طفل بین الوراثة و التربیة جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

طفل بین الوراثة و التربیة - جلد 1

محمد تقی الفلسفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ويدركون أن الخيانة سيئة... الكل يرتاحونللصدق، ويميلون فطرياً إلى الأمانةوالوفاء بالوعد، كل الناس يستاءون منالخيانة والكذب وبصورة موجزة: فان الناسجميعاً يدركون حسن وقبح أصول الفضائلوالرذائل بوحي من فطرتهم. ولكنهم في مقامالعمل قلما يلتفتون إلى نداء الفطرة، ذلكأن الانسان حر في إطاعة أوامر الوجدان أوالخروج عليها فعندما لا يوجد تعارض أوتصادم بين الوجدان والميول النفسانية فانالانقياد للوجدان أمر هين. ولكن عندماتستلزم إطاعة الوجدان الأخلاقي التخلي عنبعض الميول الغريزية فهناك تشتدالعقدة،وفي الغاب تنتصر الغريزة ويندحرالوجدان، إلا إذا كان الوجدان مستنداً إلىالايمان وكان الاعتقاد الحقيقي بخالقالكون يدعم الصفات الانسانية.

لقد تعرض الصديق يوسف في ريعان شبابهوأحرج مراحل نضجه الجنسي، إلى أخطر مشكلةمنافية للعفة والشرف: فقد وقعت امرأةمتزوجة في غرامه، وعرضت عليه الاتصالالجنسي به. كانا ـ كلاهما ـ بشرين ولكلمنها رصيد ضخم من الميول الجنسية... ولكنقوة الغريزة غلبت على عفة المرأة وجعلتهاتطاوع رجلاً غريباً في نفسها فاستسلمت إلىميولها بينما نجد أن للقوة الايمانيةوالبرهان الالهي الأثر الفعال في الدفاععن عفة يوسف وصد تيار الغريزة الجارف.وبذلك حفظ شرفه، واحتفظ على نقاوة ذيله مندنس الانحراف «ولقد همت به وهم بها لولا أنرأى برهان ربه» (1).

طغيان الغرائز واندحار الوجدان:

كان (عبد الملك بن مروان) يعيش حياة هادئةفي شبابه، وكان إنساناً رحيماً وشفوقاً،يعطف على الناس، ولا يحاول إيذاءهم ولايتحدث عن أحد بشر، كانت رغباته النفسيةوميوله الغريزية مخفية، وذلك لعدم وجودميدان لظهورها... ولم يكن يتصور أنه سيمسكبزمام الحكم في الدولة الاسلامية الواسعةويتصرف في مقدرات ملايين الناس في يوم منالأيام.

(1) سورة يوسف |24.

/ 399