تأثير العوامل الجوية:
يستفاد من تحذير أئمة الاسلام (ع) في بعضالروايات عن قسم من الحوادث الجوية حينإنعقاد النطفة، كالزلزال والطوفانومقابلة قرص الشمس وما شاكل ذلك، وكذلكمنع الحمل من بعض الأطعمة، أن لذلك كلهتأثيراً في إيجاد آثار مرضية أو غير مرضيةفي الأطفال.المصير:
وهنا نقطة مهمة يجب الالتفات إليها، وهيأن السعادة والشقاء اللتان تصيبان الطفلفي رحم الأم، على نوعين: فقسم منها يكونقضاء حتمياً لا يقبل التبديل. فهذا النوعيلازم الطفل حتى نهاية حياته، ومن هذاالقسم: الجنون والعمى المتأصل. وقسم اخريكون الرحم بالنسبة إليه كتربة مساعدة فقطوحينئذ يكون بقاء تلك السعادات أوالشقاوات دائراً مدار الظروف التي تساعدعلى نموها.إن القاعدة العامة للوراثة تقتضي أن ينجبالآباء المؤمنون والأمهات العفيفاتأولاداً طيبين، فهؤلاء يمكن أن يحرزواالسعادة في أرحام أمهاتهم فلا توجد فيسلوكهم عوامل الانحراف الموروثة. إلا أننالا نستطيع الحكم على هؤلاء بأن ينمواوينشأوا ويعيشوا إلى الأبد كذلك إذا قديصادفون بيئة فاسدة تعمل على انحرافهموتغيير سلوكهم وسجاياهم الموروثة وقلبهارأساً على عقب، وأخيراً نجد هذا الطفلالذي كان سعيداً في بطن أمه يعد في صفوفالأشقياء ويصير جرثومة للفساد والمجونوالاستهتار.وهكذا الطفل المولود من آباء وأمهات لايعرفون عن الإيمان شيئأً فانه يعتبر شقياًفي رحم أمه ـ تبعاً لقانون الوراثة ـ لكنقد يصادف بيئة صالحة(1) الانسان ذلك المجهول ص 196.