ولأجل ألا يطلع شخص على أسرار ضميرهاالباطن، فان الفتاة تراقب حراكاتهاوألفاظها تماماً، وتتكلم بكل حيطة وحذر،وتنفر من الكلمات التي ترتبط بسرها،وتحاول أن لا تستعملها في أحاديثها أصلاًومثلاً على ذلك فانها تتألم وتتنفر منكلمات، السد، كرج، البحيرة، المحركات،الجسر، البساتين، وتتجنب ذكرها دائماً،وعلى ما يقول علماء النفس فان ضميرهاالظاهر يضع ضميرها الباطن تحت رقابةشديدة.تمر سنة أو سنتان على هذا الوضع، ولكنالقضية تكسب لوناً جديداً بالتدريج. فمنجهة تصاب الفتاة ـ على أثر الضغط الروحيالدائم، والألم الباطن، والاضطراب والأرقـ بالاضطراب الفكري، والانزجار النفسي،وتفقد طاقتها بالتدريج. ومن جهة أخرى فانوالديها وأسرتها يرون هذا الوضع الشاذنتيجة عدم الزواج، ويلحون عليها في أنتتزوج وتنهي كلماتها الباطلة. وهكذا تؤديهذه المجموعة من العوامل الداخليةوالخارجية إلى أن