لا شك في أن كل ذنب يترك أثراً سيئاً فيالفرد والمجتمع على السواء والمذنب يلاقيجزاءه حتماً، غاية الأمر أن بعض الذنوبتظهر نتائجها بسرعة ويلاقي المجرم جزاءهعاجلاً، بينما لا تنعكس آثار بعض الذنوبعلى الفرد والمجتمع إلا بعد مدة طويلة...وعليه فالمجرم لا يلقى جزاءه إلا بعد مدةمن الزمن أو بصورة تدريجية.فالذين يحبون الفضيلة والكمال ويريدونبلوغ الأوج في الفضائل والمثل الانسانيةيتحاشون ارتكاب كل أنواع الذنوبوالجرائم، سواء كان جزاؤها مؤجلاً أومعجلاً... أما بعض قصار النظر الذين لايتمالكون من اقتراف الذنوب ولا يراعونالله والقيم العليا والمثل الانسانية،فإنهم يظنون أن الخلاص يكمن في ترك الذنوبذات الجزاء العاجل، وحيئنئذ فهم لا يرونمندوحة في أن يمارسوا شهواتهم وأهواءهمبالنسبة إلى الجرائم التي يكون الجزاءفيها آجلاً.إن أوضح مثال على ذلك نجده في التعاليمالصحيحة. فالطبيب يقول للمريض المصاببالاسهال: إمتنع عن تناول الأطعمة العسرةالهضم والفواكه النية، والمريض يطيعه علىذلك. لأنه لو خالفه يصاب ـ بعد ساعة أوساعتين مثلاً ـ بآلام شديدة ونزف معدي أومعوي وضعف عام في جسده، بصورة موجزة: بماأن الجزاء سريع وعاجل فالمريض يضطر إلىإطاعة الطبيب.أما إذا نصح هذا الطبيب شاباً بالاجتنابعن الخمرة والحذر عن الوقوع في أسرها،وسأله الشاب: وماذا سيحدث إن شربتها ؟فيجيبه الطبيب: إنك ستجد بعد عشر سنينالآثار الوخيمة للخمرة في جسدك وروحك...ستصاب بالعوارض القلبية والكلويةوالكبدية، وتقترن حياتك ببؤس وشقاءوانحلال... وما أشبه ذلك.ففي هذه الصورة نجد الشاب يتماهل في العملبنصائح الطبيب ويعاقر الخمر ليل نهار،والسبب في ذلك هو أن جزاءه آجل غير عاجل.وهكذا فكل