قيمة التربية:
لقد تبين ـ بما ذكر ـ ضرورة التربيةوأهميتها في إظهار الكمالات الباطنيةللبشر، وإخراج الاستعدادات الفطرية إلىحيز الفعلية، إن الانسان لا يصل إلىالكمال اللائق به بدون التعليم والتربية،ولا يتمكن أن يسير بدونهما في الطريق الذيينبغي أن يسير فيه.بعد أن اتضحت لدينا المقدمات السابقة،لنرجع إلى بيان الأساسين اللذين ذكرناهمافي مطلع الحديث... لقد كان الأساس الأول هوأن يتنبه المربي القدير إلى جميعالاستعدادات الكامنة في الطفل، ويعمل علىتنميتها مع مراعاة الموازنة بين ميولهوالتوفيق بينها، وإخراجها إلى حيزالفعلية... وهذا يتفرع على معرفة الانسانومواهبه وملكاته الكامنة والبارزة.وبعبارة أوضح، فإن التربية الصحيحة هيالتي تكون مطابقة للفطرة الواقعيةللانسان، ولا يوفق المربي إلى ذلك إلاعندما يدرك جميع الميول والغرائزالطبيعية في الانسان أولاً والعمل علىتنمية تلك الميول وإرضائها في مقامالتربية ثانياً.معرفة النفس:
إن الروايات الواردة عن أئمة الاسلام (ع)في لزوم معرفة النفس كثيرة، وهي ـ وإناختلفت في ألفاظها وأساليبها ـ ترمي إلىاعتبارها أساس السعادة الانسانية. وهنا لابأس بسرد بعض تلك الروايات:1 ـ يقول الامام علي (ع): «أفضل المعرفة،معرفة الانسان نفسه» (1).2 ـ وكذلك يقول (ع): «أعظم الجهل، جهلالانسان أمر نفسه» (2).3 ـ وقد ورد عنه (ع): «أفضل العقل معرفةالمرء نفسه. فمن عرف نفسه عقل. ومن جهلهاضل» (3).(1) غرر الحكم ودرر الكلم ص 87 طبعة دارالثقافة ـ النجف الأشرف.(2) المصدر نفسه ص 88.(3) المصدر نفسه ص 94.