أما فيما يتعلق بالجانب الثاني. فإن فيباطن الانسان قابليات ومواهب خاصة لا توجدفي الحيوانات أصلاً. هذه المواهبوالقابليات هي التي تبلغ بالانسان إلىأعلى درجات الكمال الانساني في المدارجالايمانية والمراحل الأخلاقية، وبذلكتحفظه عن كل المدنسات والرذائل... وهي التيتجعله مسيطراً على علام طبيعة في المجالالعلمي وإدراك نواحي الخلقة، وبذلك تخضعله جميع القوى والطاقات الأرضية، ثم تفسحله المجال للسيطرة على الأجرام السماويةوتسخيرها أيضاً. لكن هذه الثروة العظيمةالتي ينحصر بها الانسان تكمن في الباطنبصورة استعدادات وقابليات ولا تظهرلوحدها أصلاً، وفي ظل التربية والتعليمفقط يمكن إخراج تلك الذخائر العظيمة منالقوة إلى الفعل، ومن الاستعداد إلى حيزالتنفيذ والاستغلال.إن أصوات الحيوانات التي تكون كل منهابمنزلة علامة خاصة، لا تحتاج إلى تمرينوتربية، ولكن التكلم الذي لا يعدو كونهأبسط الظواهر الانسانية لا يتم من دونمرشد ومرب، إذ لو ترك الطفل من أول يومولادته وحيداً لا يتكلم معه، فلا شك في أنقابلية على التكلم تموت ولا تصل إلى عالمالفعلية، وهكذا سائر الاستعدادات الفطريةفي الانسان فانها تظهر عن طريق التربيةوالتعليم فقط.