فيجيب الامام (ع):
«مه يا شيخ، فان الله قد عظم أجركم فيمسيركم وأنتم سائرون، وفي مقامكم وأنتممقيمون، وفي انصرافكم وأنتم منصرفون، ولمتكونوا في شيء من أموركم مكرهين ولا إليهمضطرين، لعلك ظننت أنه قضاء حتم وقدر لازم؟! لو كان ذلك لبطل الثواب والعقاب، ولسقطالوعد والوعيد» (1).فنجد الامام عليه السلام في هذا الحديثينسب جميع الأفعال الارادية للبشر إلىالقضاء والقدر الالهي. ولكنه مع ذلك يقول:إن هذا القضاء لم يكن حتمياً والقدر لم يكنلازماً. وبنفس المضمون ورد حديث آخر عنالامام الرضا عليه السلام يسأل فيه الراويعن معنى الأمر بين الأمرين فيقول: «فما أمربين أمرين ؟ فقال: وجود السبيل إلى إتيانما أمروا وترك ما نهوا عنه» (2).الأمر بين الأمرين(3):
وهنا يسأل الراوي: «فقلت له: فهل لله عزوجل مشية وإرادة في ذلك ؟ فقال: أماالطاعات فإرادة الله ومشيته فيها: الأمربها، والرضا لها،(1) تحف العقول ص468.(2) بحار الأنوار ج 3|5.(3) تنقسم المذاهب الاسلامية بالنسبة إلىموضوع (حرية الارادة عند الانسان) إلى ثلاثفرق: فطائفة ترى أن للانسان الحريةالكاملة في إتيان ما يريد وترك ما يشاء،وهؤلاء هم (المفوضة) حيث يقولون بأن اللهفوض إليهم الأمور. وطائفة ثانية ترى أنالانسان لا يملك أي حرية في أفعاله بلأفعاله في الحقيقة هي أفعال الله التيخلقها فيه، وهؤلاء هم (المجبرة) حيث يقولونبأن الله أجبرهم على أفعالهم. والطائفة=