الاعجاز العلمي للرسول الأعظم (صلى اللهعليه وآله وسلم):
وبعد أن تطرقنا لذكر بعض الأسس الممهدةلقانون الوارثة وبالنظر إلى التحقيقاتالعلمية الدقيقة التي توصل إليها علماءالوراثة في العصر الحاضر، يتضح جلياً مدىعمق بعض الأحاديث المروية عن النبي (صلىالله عليه وآله وسلم) نكتفي بذكر حديثينيتعلقان بمورد واحد أو موردين متشابهين.وهذان الحديثان يعتبران من المعاجزالعلمية للنبي الكريم، ولولا الاكتشافاتالحديثة لما اتضح معناهما. لقد توصل علماءالبشر طوال سنين عديدة وبعد جهود عظيمةصرفوها ليل نهار لادراك بعض الحقائقوالوصول إلى أسرار دقيقة. لقد فتحت هذهالتحقيقات العلمية باب فهم بعض الآياتوالروايات الغامضة مما أدى إلى معرفة عظمةشخصية الرسول الأعظم الذي كان يتكلم بلسانالوحي، ويرى بنور الالهام.الحديث الأول:
«عن أبي جعفر عليه السلام، قال: أتى رجل منالأنصار رسول الله (صلى الله عليه وآلهوسلم) فقال: هذه ابنة عمي وإمرأتي، لا أعلممنها إلا خيراً، وقد أتتني بولد شديدالسواد، منتشر المنخرين جعد قطط، أفطسالأنف، لا أعرف شبهه في أخوالي ولا فيأجدادي. فقال لامرأته: ما تقولين ؟ قالت لاوالذي بعثك بالحق نبياً ما أقعدت مقعدهمني ـ منذ ملكني ـ أحداً غيره قال: فنكسرسول الله رأسه ملياً، ثم رفع بصره إلىالسماء ثم أقبل على الرجل فقال: يا هذا إنهليس من أحد إلا بينه وبين أدم تسعة وتسعونعرقاً كلها تضرب في النسب، فإذا وقعتالنطفة في الرحم اضطربت تلك العروق وتسألالله الشبه لها.(1) المصدر السابق |197.