المحاضرة الثالثة عشرة
تعديل الميول ـ الفرار من تعذيب الضمير
قال الله تعالى: «أرأيت من اتخذ الهههواه، أفأنت تكون عليه وكيلاً» (1).إتضح لنا مما ذكرناه في المحاضراتالسابقة أن في الضمير الانساني قوة تسمىبالوجدان الأخلاقي. وفي الموارد التييرتكب الانسان جريمة يقع فريسة اللوموالتقريع من تلك القوة الباطنية. إنالوجدان الأخلاقي من القوة والقدرة بحيثأنه لا يترك المجرم ونفسه حتى في عالمالنوم. يستعرض أمام عينه جرائمه بصورةالرؤيا، وبذلك يلومه عليها...إن قوة الوجدان الأخلاقي وإدراك قبحالاجرام هو الذي يحور صورة الحلم ولا يسمحبأن يظهر المجرم على صورته الواقعية منجهة ويجعل المجرم من جهة أخرى يشاهدجرائمه في الرؤيا برعب وقلق وأن الانقيادلأوامر الوجدان الأخلاقي وإطاعة مقرراتهوظيفة حتمية لكل انسان... فإن مخالفتهتتضمن مصائب ومآسي لا تجبر. وسيدور بحثنافي هذه المحاضرة حول الاستفادة من الوجدانالأخلاقي، وتنفيذ قوانينه والنتائجالوخيمة التي تترتب على مخالفته والخروجعليه.قوتان باطنيتان:
هناك قوتان في طريق إرضاء الميول أو ضبطهاوعدم الاستجابة لها في باطن كل انسان:احداهما ايجابية، والأخرى سلبية. أماالقوة الايجابية فهدفها جلب اللذائذوإرضاء الغرائز فقط، وتميل إلى إشباع جميعالميول الطبيعية بدون قيد وشرط وأن تحققجميع الرغبات. هذه القوة لا تفهم الخيروالشر،(1) سورة الفرقان |43.