قابلية الائتمار والانتهاء:
لقد منح الله الانسان شيئاً من قدرتهومشيته المطلقة، وبعد خلق آدم ظهرت أولىمظاهر القدرة والاختيار والحرية في توجهالأمر والنهي إليه من قبل الله.«وكلا منها رغداً حيث شئتما، ولا تقرباهذه الشجرة فتكونا من الظالمين» (3).الأمر والنهي، كل ولا تأكل، إفعل ولاتفعل... كل ذلك يمكن تصوره في فرض الاختياروالارادة فقط. وإنما يقال للرجل ظالماًحيث يملك الحرية في العمل ويخرج علىالقانون بإرادته.نستنتج من استعراض النماذج السابقة: إنالانسان يمتاز بمكانة خاصة من جهة الارادةوالاختيار. فالحيوانات تنقاد للهدايةالتكوينية دون أي قيد أو شرط، وتنفذ أوامرالغرائز الكامنة فيها بجبر ودون أي قدرةعلى الخروج عليها. لكن الانسان حر في تنفيذأوامر العقل. وهنا يجب أن لا نغفل نقطةمهمة هي: أن جسد الانسان وروحه، صورتهومعناه، عقله وإرادته، وبصورة موجزة: ذاتهوجميع صفاته في قبضة القدرة الالهية. إنهمخلوق وجد بإرادة الخالق القاهرة، إنهموجود تمتع بالوجود بفضل إرادة موجده، وإن(1) تفسير البرهان ص 557.(2) تفسير البرهان ص 558.(3) سورة البقرة |35.