يتبين لنا من الآية السابقة أن الله تباركوتعالى قد وهب لكل موجود ما يحتاجه، وقررله ما ينبغي له. ومن الواضح أن درجة احتياجكل موجود إلى شيء ما تختلف... فالحيواناتمثلاً يختلف بناؤها الطبيعي ونوع الغذاء،الذي تحتاجه، وقد طورها الله على الشكلالملائم لها، فأعطاها الأعضاء اللازمةلحياتها، أعطى الأسد مخالب قوية لتمزيقاللحوم، ومنح الشاة أسناناً حادة لقضمالأعشاب... وهب البعض قوة الركض والجريالسريع، وأعطى للبعض الآخر القدرة علىالطيران، خلق في البعوضة الضعيفة خرطوماًللمص، وجهز الطيور الداجنة بمنقار يختلفتماماً عن منقار الطيور القانصة.إن أول دليل يقدمه موسى لفرعون على وجودالله تعالى هو أن: ربي هو الذي نظم بناءالخلق العظيم بعلم وحكمة، وأعطى لكل موجودما يستحقه ويحتاجه في بلوغ مقاصده، ولذلكفإن آثار قدرته تعالى ظاهرة في كل موجود.يقول الشاعر: