تجاوز حدود الفطرة:
وهكذا يتبين لنا أن الاسلام يعتبر إرضاءالميول الغريزية للبشر أمراً محبذاً،ويهتم بذلك على أن من فروع السعادةالبشرية، أما أن يعتبرها أصلاً في ذلكفلا!. إذ أن الذي يغرق في الملاذ ؟ ويحصرنفسه في سجن الشهوة والغرائز فقط يكون قدحاد عن الفطرة الانسانية السليمة التيتأبى هذا النوع من الحياة... حياة البهائم...حياة الميوعة.من هنا تأتي الكلمة القاطعة الصريحةللنبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «من لم يرالله عز وجل عليه نعمةً إلا في مطعمٍ أومشربٍ أو ملبسٍ، فقد قصر عمله ودنى عذابه»(5).فالسعادة الحقة للبشر ـ في نظر المشرعالأعظم ـ هي في اكتمال جميع الجوانبالمادية والمعنوية وإرضاء كل الميولالانسانية المشروعة وهكذا فمن(1) بحار الأنوار ج 23|50. والمرأة المواتيه:المطيعة.(2) مكارم الأخلاق للطبرسي ص 138. والدابةإذا توسعنا في معناها وقسنا الظروف أمكنشمولها للسيارة مثلاً في عصرنا الحاضر.(3) مكارم الأخلاق ص 65.(4) مكارم الأخلاق ص 65. وفي هذا الحديث(المركب البهي) بينما كان في الحديث رقم(4): (المركب الهني). والظاهر تقاربمعنييهما. إذ الأول يدل على المركب الوقراللائق بالراكب. والثاني يكتفي بذكرالارتياح به في ركوبه.(5) سفينة البحار مادة (دنى) ص 464.