إحياء الانسانية:
إن هدف الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآلهوسلم) من تعاليمه الدينية العالية هوإحياء الانسانية. إن الاسلام يريد أن يحركالمواهب الباطنية والميول الفطرية فيالبشر، وفي الوقت الذي يضمن له اللذائذالجسدية يرشده إلى الكمالات الروحيةوالايمانية. فالانسانية لا تكمن في رغدالعيش وضمان اللذائذ الدنيوية، والانسانالذي ينسى نفسه، ويغفل عن امتيازاتهالمعنوية، ويحاول أن يحصر نفسه بين جدرانالشهوات الحيوانية... لا شك في أنه آخذطريقة نحو التسافل مهما كانت حياته رغيدةوعيشته مطمئنة والقرآن الكريم يشير إلىهذه الحقيقة في ضمن الآية التي إفتتحنابها البحث فيقول: «لقد خلقنا الانسان فيأحسن تقويم، ثم رددناه أسفل سافلين... إلاالذين آمنوا وعملوا الصالحات».ديوان الفطرة:
إن الانسان خلق بحسب ؟ الآية على أحسنصوره من الكمال الطبيعي، فمن اتبع كتابالخلقة وديوان الفطرة وعاش بثروة الايمانوطهارة العمل فعاقبته أنه يصل إلى أعلىدرجات الانسانية، ومن حاد عن طريق الفطرهالسليمة يتردى إلى أسفل سافلين.(1) سرنوشت بشر ص 173.