الايمان وإحياء الفطريات:
إن ما لا شك فيه أن إحياء المعرفة الفطريةوسيلة لحسن تنفيذ سائر الفطريات. فالذينيؤمنون بالله إيماناً واقعياً ويعملونعلى إيقاظ الفطرة التوحيدية في باطنهم،يصغون إلى نداء الوجدان الأخلاقي بدقةوينفذون أوامره، لأنهم يرون فيه إلهاماًإليهاً، وهداية نحو السعادة.«إن افراد البشر في أي سن كانوا، يستجيبونللاحساس في نشاطهم أكثر من استجابتهمللمنطق، وبذلك يطيعون قوانين الحياةالصامرمة إذا وجدوها مظهراً لارادة اللهتعالى لا قوة عمياء... برغبة أكثر. ولقد ثبتبالتجربة أن الانقياد إلى شخص واحد يكونأفضل بكثير من الانقياد إلى قاعدة. إنالقوانين الطبيعية التي تخص حفظ الحياةودوام التكاثر، والتعالي النفسي تلقىسنداً ونفوذاً أكثر إذا استندت إلىالمشيئة الإلهية» (1).لقد شرحنا في محاضرات سابقة أن الغرائزوالهدايات التكوينية في عالم الحيواناتهي التي تخطط لها طريق تكاملها وتقدمها،وهي مجبرة علىالانقياد لها ولا توجد هناكرقابة لتنفيذ تلك الخطط من قبل الحيوانات،أما الانسان العاقل والحر في إطاعةالإلهام الإلهي ومخالفته، يستطيع أنينقاد لتلك الهداية ويسعد بها أو يخالففيشقى. إن الايمان وإحياء المعرفة الفطريةهو الرقيب الصارم لتنفيذ الهداياتالتكوينية والفطريات الخلقية. إن القوةالايمانية تستطيع أن تحفظ الانسان فيمزالق الغرائز. وتحثه على إطاعة أوامرالوجدان الأخلاقي والالهام الالهي.تعارض الوجدان والغرائز:
إن جميع الناس يملكون وجداناً فطرياً...كلهم يعلمون أن الظلم قبيح(1) راه ورسم زندكي ص 169.