العقل والغرائز:
والعقل هو الآخر عامل مهم في التلطيف منحدة الغرائز، وتعديل الميول النفسانية،فعندما يكون طغيان الغرائز خفيفاً يستطيعالعقل إلى حد ما من تخفيف حدتها. أما عندمايشتد هيجانها، وتظهر الغرائز بصورة سيلعارم يقتلع كل ما يجد في طريقه فان سدالعقل يتحطم وبذلك يفقد العقل الانسانيقدرته على المقاومة، وتندفع نيرانالرغبات النفسية كمخزن مشتعل من البارود،وحينذاك يكون زمام الأمور بيد الشهوة،تسيطر على الانسان وتوجهه كيف تشاء.وعن أمثال هؤلاء الأفراد يتحدث الامامعلي (ع) فيقول: «قد أحرقت الشهوات عقله،وأماتت قبله، وأولهت عليها نفسه» (2).العلم والغرائز:
يتصور البعض ان ارتفاع المستوى الثقافي،والتقدم في المدنية قادر على التخفيف منحدة الغرائز الثائرة، والأخذ بيد الانسانإلى الفضيلة والكمال... غافلين عن أن قوةالتمدن المادية (أي العلم الفاقد للايمان)عاجزة عن الوقوف أمام تيار الغرائز، شأنهافي ذلك شأن العقل والوجدان ذلك أن الغرائزوالشهوات من القوة في سلوك الانسان بحيثأنها عندما تثور، ويشتد ضرامها وتندفعكسيل منحدر من قمة جبل، تدع العقل والعلموالوجدان كقطع الخشب والأحجار التي تنقلعلأول صدمة، ثم تتقلب وسط الأوحال إلىأعماق الوادي.(1) سورة يوسف |53.(2) غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي ص 532 طإيران.