خوف الطفل من الذنب:
في الدولة الصغيرة للأسرة يكون خوف أفرادالأسرة على قسمين: فبعضهم يخاف من الذنب،والبعض الآخر يخاف من الأب. عندما يكونالخوف من الذنب موجوداً فإن المخاوفالباطلة الواهية تنعدم، وهنا يكون المهدالصحيح للتربية. وتتفتح أزهار الشعوربالمسؤولية في نفوس الأطفال واحدة بعدالأخرى، ويتعود الصغار على الاستقامة منذالبداية. إن أعضاء هذه الأسرة يطمئنون إلىأنهم إذا لم يتجاوزوا على حقوق الآخرينولم يتلوثوا بالذنب والانحراف، فالينالهم شيء بل يكونون مقربين عند الأبوينتماماً.في مثل هذه الظروف يكون الأب في محيطالأسرة حائزاً على الشخصية والعطف معاً،والأطفال يخافون من مؤاخذته الصحيحةوالمنصفة فلا يمارسون الذنوب ولا ينحرفون.«ويجب على الذي يقوم بإجراء العقوبة أنيعتقد ببعض القواعد ويستمع إلى نداءالوجدان، ولا يحكم بدافع التعصب. وعليه ـفي نفس الوقت ـ أن يكون حميداً في سلوكهوعطوفاً، لا بأن يظهر ضعفه وحقارته، بليكون ذا شفقة عامة وإنسانية تظهر في حدودالقوانين المحدودة والقابلة للاحترامالاجتماعي والدولي» (1).«إن المربي سيتظاهر بأنه سوف لا يعاقب، بلأنه يجري قوانين العدالة كموظف مختص مجبرعلى ذلك، وسيفهم الطفل هذه النكتة بصورةحسنة. ولما كان التوبيخ ذا جانب عاطفيتماماً هنا فيجب أن لا يخرج عن حدودالانسانية، وبهذا تكون عقوبة كهذه غيرانحيازية» (2).(1) جه ميدانيم ؟ تربيت أطفال دشوار ص 93.(2) المصدر السابق ص 95.