إن ولد الزنا يمكن أن يصل إلى درجاتالكمال كغيره من أفراد المسلمين مع فارقواحد: هو أنه عليه أن يخضع لمراقبة أشد، كييتمكن بذلك من مواجهة آثار الانحرافالوراثي ويؤمن نفسه من أخطاره الجسيمة.ونظراً لأن الأساليب التربوية والظروفالبيئية تختلف، وأن القوى الوراثيةمتفاوتة في الأفراد كما يقول الدكتورالكسيس في النص الذي نقلناه أنه يعاملهمعاملة غيره مع إضافة تشديد المراقبة عليهفي تلقيه الدروس الإيمانية والأخلاقية...فانه يبقى في حيطة من أمره ومن مزاجهالقائم على الانحراف. ولذلك فلا يرضى بأنيسلم زمام الحكم ومقدرات الأمة بيده.إن ولد الزنا لو كان أعلم علماء عصره فانهلا يحق له أن يتقلد منصب مرجعية التقليدالعام للمسلمين، وقيادة الأمة الاسلامية،ومهما كان صاحب ذوق رفيع ونبوغ كامل فيالعلم، فالاسلام لا يرضى له أن يتقلد منصبالقضاء بين المسلمين، لأن من الممكن أنتظهر صفته الوراثية الرذيلة فجأة، وتلتهبنار الفساد الكامنة تحت الرماد، وتقطعبذلك القيود الدينية والتربوية، وتجربذلك الويل والثبور للذين يتقلد زمامهم.* * *وملخص ما مر أن بعض الصفات الوراثية تتصفبصفة الحتمية وهي من مصاديق القضاء والقدرالذي لا يقبل التغيير. والبعض منها يسلككعامل