الغريزة وإدراكها للواقع:
لما كانت الغريزة عبارة عن الهدايةالفطرية التي أودعها الله العالم الحكيمفي الأحياء فانها لا تخطىء أبداً، بل تعملبعين البصيرة النافذة. أما العقل فانه يجبأن يستعين بالمقدمات لاستخراج النتائج،فقد يخطئ في المقدمات وقد يخطئ في كيفيةالاستنتاج منها. وهناك العشرات منالمؤثرات التي تترك أثارها على العقل،مثل: الغضب والشهوة والعادات الاجتماعيةالتقاليد العائلية... وهذه تنحرف بالعقل عنطريقه المستقيم فيحرم من إدراك الواقعوالحقيقة في النهاية.فما أكثر السيئات الحقيقية التي تضربالسعادة الانسانية ومع ذلك فهي محبذةومحبوبة لدى بعض الأمم. وعلى العكس فماأكثر الحسنات التي تعين الانسان في وصولهإلى السعادة والكمال ومع ذلك فهي مذمومةومهجورة عند بعض الأمم. وإذا كان العقلوحده كافياً في معرفة الحقائق واراءة طريقالسعادة والشقاء لما كانت هناك حاجةلارسال الأنبياء لهداية البشر وتكليفالناس بإطاعتهم (1).(1) للتفصيل في هذا الموضوع يراجع فصل (ماحاجتنا إلى الأنبياء مع وجود العقل ؟!) منكتاب (دفاع عن العقيدة) للمترجم.