معالجة الانحراف:
للأطباء منهجان في معالجة المرض: أحدهماإيجابي، والآخر سلبي.فيقولون للمريض في المنهج الإيجابي:إحتقن بهذه الابرة. إستعمل هذا الكبسول،إشرب من هذا الشراب ملعقةً واحدةً كل ثلاثساعات. أما في الجانب السلبي فيقولونللمريض: لا تأكل العنب، لا تشرب الخل. لاتستعمل الأكلات الدسمة، وهكذا.والمنهج الديني يشابه المنهج الطبيٍتماماً، فيقول للمسلم من جهة: أقم الصلاة،أد الزكاة، ليكن كسبك حلالاً، تزوج... إلخويقول له من جهة أخرى: لا تكذب، لا تفحش، لاتغتب... فالجانب الايجابي في الدين يسمىبالواجبات، بينما يطلق إسم المحرمات علىالجانب السلبي.وإذا ألقينا نظرةً فاحصةً على المنهجالطبي، لوجدنا موضوع الوقاية من العدوى،وترك القيام ببعض الأمور (الحمية) مهماًإلى درجة أن المريض لو لم يواظب علىالتوصيات اللازمة فالمعالجات الايجابيةلا تنفعه أصلاً. إن أحسن عملية جراحية يقومبها طبيب حاذق يمكن أن تصطدم بمشكلات جمة ـوقد تكون فاقدة للأثر ـ إذا تهاون المريضفي العمل بتوصيات الطبيب، فقام ببعضالحركات الزائدة أو لم يتحفظ على الجرح منالتلوث بالميكروبات مثلاً.وحتى في الأمراض التي تنشأ من انحرافالمزاج، نجد أن عدم اعتناء المريض بما يجبأن يجتنب عنه، يذهب بأثر معالجات طبيبحاذق وأما في(1) نهج البلاغة شرح محمد عبده ج 1|206.