العدالة في الأسرة:
يحكم الآباء في الدولة الصغيرة للأسرةأفراد أسرهم بأساليب مختلفة، فبعض الآباءالعقلاء والمؤمنين يطيعون الأوامرالإلهية والأسس العقلية يديرون شؤونالأسرة حسب العدالة والانصاف والاحترامللحق والفضيلة فأعضاء هذه الأسرة حسبالعدالة والانصاف والاحترام للحقوالفضيلة فأعضاء هذه الأسرة يعيشون في ظلالأمن والهدوء الفكري، وكل منهم يؤديواجباته بكل سرور وارتياح أملاً في الحصولعلى السعادة في غد، وتشع أشعة الحنانوالحب في جميع زوايا ذلك البيت وتلكالأسرة.وعلى العكس من ذلك: فهناك من الآباءالجاهلين والمنحرفين من لا يتقيدبالواجبات الدينية ولا يطيع الأنظمةالعلمية والعقلية، ولأجل أن يكون الحاكمالمطلق في جو الأسرة وتنفذ أوامره بلااستفسار أو إنتقاد، يتوسل بالاستبدادوالتعنت ويثبت قدرته ويفرض إرادته بالفحشوالعربدة والكلمات الركيكة، ويعامل زوجتهوأطفاله معاملة أشد من معاملة الحيواناتفيذيقهم الأمرين من السوط والعصاوالتعذيب والضرب والتجويع، محولاً جوالأسرة إلى سجن رهيب لا يطاق!.... حين ينعكس صوته الغليظ في محيط البيتيفر الأطفال الأبرياء بوجوه شاحبة إلى هناوهناك، وترتعد فرائصهم كنعاج هجم عليهاالذئب ثم يلجأون إلى الفراش بأرواح ملؤهاالعقد والتأزمات، وحين يستيقظون فيالصباح ويتذكرون أباهم المجنون وتصرفاتهالبذيئة يسيطر عليهم الجزع والانكماش حتىكأنهم لا حراك بهم.(1) روح القوانين ص 47.