قال الله تعالى: «يا ايها الذين آمنوااستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لمايحييكم» (1)
لقد تعرضنا في المحاضرة السابقة إلى بيانأن جميع الموجودات الحية في العالم تسيرفي طريقها المرسوم لها على أكمل وجه، وذلكبفضل الهداية الفطرية الغريزية التيأودعها الله تعالى فيها، حتى أن الخليةالصغيرة قد شملها هذا الفيض الالهيالعظيم. والحيوانات لا تحتاج في وصولهاإلى الكمال اللائق بها إلى معلم مرب، فهيفي غنى عن التعليم والتربية.
والانسان، وإن كان شطر مهم من نشاطاتهالمختلفة ثابتاً على أساس الهدايةالفطرية ويسلك طريقة في ظلها... لكنه في شطرآخر منها محروم من هذه الهداية، بل يجبعليه اكتساب المعرفة. فلو سئلنا عما يقوممقام الهداية الغريزية بالنسبة إلى الشطرالثاني من نشاطات الانسان وجهوده، فيجب أننقول في الجواب: «العقل!».
فالانسان وإن كان أقل نصيباً منالحيوانات بالنسبة إلى الهداية الفطريةلكنه بدلاً عن ذلك يملك عقلاً يرشده إلىسبل السعادة ويوصله إلى الكمال اللائق به.
(1) سورة الأنفال |24.