وذكياً يحذو حذو غريزته في الحياة دائماولا يملك أدنى قدرة على التخلف عن الهدايةالتكوينية له.
«بالرغم من كون الغريزة عند الحيواناتالراقية كالقرود والفيلة والكلاب محاطةبهالة من الذكاء فان الغريزة هي الحاكمةوالمسيطرة في الأفعال الحيوية الرئيسيةلها» (1).
يقول الامام الصادق (ع) في حديثه إلىالمفضل: «تأمل خلق القرد وشبهه بالانسانفي كثير من أعضائه أعني الرأس والوجهوالمنكبين والصدر وكذلك أحشاؤه شبيهةأيضاً بأحشاء الانسان، وخص مع ذلك بالذهنوالفطنة التي بها يفهم عن سائسه ما يومئإليه... أن يكون عبرة للانسان في نفسه،فيعلم أنه من طينة البهائم وسنخها، إذ كانيقرب من خلقها هذا القرب. ولولا فضله اللهبها في الذهن والعقل والمنطق كان كبعضالبهائم. والفصل الفاصل بينه وبين الانسانبالصحة هو: النقص في العقل والذهن والنطق»(2).
نعود فنقول إن الفرق الثالث بين العقلوالغريزة هو أن الانسان يواصل سيرهالتكاملي في ظل العقل والتفكير، بينماالحيوان محصور في قلعة الغرائز، أنالحيوانات التي تملك شيئاً من الذكاءوالفطنة تقبل التربية إلى درجة ما. ومع ذلكفان حياتها قائمة على أساس الغرائزالفطرية.
4 ـ والفرق الرابع بين العقل والغريزة هو:أن الغرائز تصل إلى مرحلة الفعلية معالنمو الطبيعي للحيوان. ولا تحتاج في ذلكإلى التربية والتعليم. أما العقل فانهينمو على أثر التوجيهات الصحيحة في التعلموالتربية ويظهر كماله الباطني بصورةتدريجية، وينتقل من القوة إلى الفعليةوبعبارة أخرى: فان العقل يصل إلى حياتهاللائقة به في ظل التوجيهات اللازمة وإذافقد
(1) راه ورسم زندكى ص 28. (2) بحار الأنوار للمجلسي ج 2|301.