طفل بین الوراثة و التربیة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
التنمية الصحيحة ولم يقع في طريق التفكيرالسليم فانه يموت ويفقد أثره. إن الهدفالأول للأنبياء ـ ونبينا محمد (صلى اللهعليه وآله وسلم) بالخصوص ـ هو إحياء العقلوتنمية أفكار الناس: «يا أيها الذين آمنوااستجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لمايحييكم».فها هو القرآن يدعونا إلى تلبية أوامرالله والرسول وتطبيق تعاليمه. إن كل ما كانيحدث عند الجاهلية من شرك وعبادة للأصناموارتكاب للجرائم ووأد البنات كان نتيجةقتل العقل وإطفاء نور التفكير.يقول الامام أمير المؤمنين (ع): «إن للجسمستة أحوال: الصحة والمرض والموت والحياةوالنوم واليقظة. وكذلك الروح: فحياتهاعلمها وموتها جهلها، ومرضها شكلها،وصحتها يقينها، ونومها غفلتها، ويقظتهاحفظها» (1).فالسعادة تكون لمن كانت روحه حية بالعلم،وسالمة باليقين، ويقظة بالتنبه. إنالاسلام يعتبر التفكير واستخدام العقلوالتدبر في عوالم الطبيعية أعظم العبادات.وقد وردت بهذا الصدد آيات وروايات كثيرة.كان الامام أمير المؤمنين (ع) يوصي ولدهالحسن (ع) فيقول: «لا عبادة كالتفكر في صنعةالله عز وجل» (2).لكي يصل الانسان إلى الكمال الانساني،عليه أن يفكر، يحيي عقله، يتدبر في آثارخلق الله... ويصل عن هذا الطريق إلى أوجالرقي المقرر له.* * *نستنتج مما سبق: أن دليل الحيوان في حياتههو الغريزة، ودليل الانسان هو العقل.الكمال الناشئ من الغريزة ثابت دائماًويسير على وتيرة واحدة. أما العقل فانهيقود الإنسان إلى كمالات وترقيات جديدة.الغرائز لا تحتاج إلى التعهد والتربيةوتظهر لوحدها، أما العقل فيجب أن يصل إلىمرحلة الفعلية عن طريق التربية الصحيحة.