طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 190
نمايش فراداده

الخروج على قانون التكامل الروحي، ويظنأن التنمية الفكرية تعادل التربيةالروحية، ولم يعلم بعد أن إلى جانب العقلتوجد النشاطات المعنوية اللازمة للسيرالصحيح في الحياة. إن السيطرة التدريجيةللفساد وقلة الأدب والانحراف والادمانعلى الخمرة والكسل والحسد والحقدوالتزوير والكذب والخيانة تحصل عندمايسحق قانون التكامل الروحي» (1).

«إنه خطأ فظيع إرتكبه دعاة التمدنوالتجدد في إهمالهم للتكامل الروحي. إنالعمر الروحي للأغلبية العظمى من الناس لايتجاوز الـ 12 أو 13 عاماً» (2).

تنمية العقل والعاطفة:

يشكل العلم والأخلاق جناحين قويينالطيران الانسان إلى أوج الانسانية. إنالمجتمع الذي يعمل على إحياء العقلوالعاطفة معاً هو أسعد المجتمعات. فبالعلميتقدم نحو الترقي والتكامل، وبالعواطفوالأخلاق توجد البيئة الصالحة... البيئةالتي يسودها جو من الحب والحنان والاخلاصحيث يعيش الجميع في غاية المودة والأخاء.

حيث توجد الأخلاق والعواطف ولا يوجد غلمفلا تكامل هناك ولا تقدم، ينعدم الادراكلحقائق الحياة هناك، الانسان يكونمحروماً من الانتصارات العلمية الباهرةفي تلك الصورة.

وحيث يوجد العلم ولا يوجد إيمان ولافضائل، وحيث يوجد العلم ولا يوجد شرف ولاتقوى، وحيث يوجد العلم ولا يوجد أثرللفضائل الخلقية والانسانية... هناك تظهرالأنانية والاثرة، وهناك يسيطر الجشعوالحرص على

(1) راه ورسم زندكى ص 67.

(2) المصدر السابق 62.