إلى البشر فقط، يجب أن لا ننسى أن هذهالمنزلة لا يستطيع إحرازها كل فرد، وليسبإمكان كل فرد أن يصير نبياً. «الله أعلمحيث يجعل رسالته» (1).
لم يكن نبوغ نبي الاسلام العظيم قبل نزولالوحي عليه، وكمال عقله وذكائه الخارقأمراً مخفياً على الناس. فانه كان فريداًفي بابه قبل أن يختاره الله لهذا المنصبالعظيم. فالأفكار العالية والقريحةالفريدة التي كان يمتاز بها كانت قد رشحتهلأن يكون أوحدياً، وقدوة للبشرية أجمع،ذلك الرجل العظيم، والشخصية المثالية كانجديراً بمقام النبوة، ولذلك فقد اختارهالله تعالى لهذه المهمة.
الخلاصة: إنه يوجد في باطن بعض الأطفال منالمواهب الخاصة ما ليست موجودة عند باقيالأفراد. وإن ظهور تلك الخصائص يسبب تقدمالبشرية ورقيها، فإنهم يجب أن يخضعوا منذالصغر إلى رقابة تربوية صحيحة، وتهيأ لهمظروف وبيئة صالحة، وإن البيئة الوحيدةالتي تستطيع أن تنمي القابليات الخاصةوتستغل الطاقات الكامنة وتخرجها إلى حيزالوجود هي الأسرة.
«وبدلاً من أن يشبه الآلة التي تنتج فيمجموعات، يجب على الانسان ـ بعكس ذلك ـ أنيؤكد وحدانيته ولكي نعيد تكوين الشخصيةيجب أن نحطم هيكل المدرسة والمصنعوالمكتب... إننا نعلم أنه من المستحيل أنننشىء أفراداً بالجملة، وأنه لا يمكناعتبار المدرسة بديلاً من التعليمالفردي... إن المدرسين غالباً ما يؤدونعملهم التهذيبي كما يجب، ولكن النشاطالعاطفي والجمالي والديني يحتاج أيضاًإلى أن ينمى، فيجب أن يدرك الوالدان بوضوحأن دورهما حيوي ويجب أن يعدا لتأديته...».
(1) سورة الأنعام |124.