طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 253
نمايش فراداده

حياته. ففي هذا الحديث يرى الامام الصادقعليه السلام أنه لما كان الطفل فارغاً منأي علم أو معرفة فإن فطرة المعرفة تعتبر منالافاضات الالهية في الطفل، ولذلك قدذكرها في عداد الغرائز الفطرية.

5 ـ عن محمد بن حكيم، قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: «المعرفة من صنع من هي ؟قال: من صنع الله، ليس للعباد فيها صنع» (1).

6 ـ عن أبي ربيحة، قال: «سئل أمير المؤمنين(ع): بما عرفت ربك ؟ قال: بما عرفني نفسه!» (2).

7 ـ عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) أنه«سئل عن المعرفةأمكتسبة هي ؟ قال: لا، فقيلله: فمن صنع الله وعطائه هي ؟ قال: نعم،وليس للعباد فيها صنع» (3).

يستفاد من النصوص المتقدمة، والرواياتالأخرى الواردة في الباب أن الإسلام يعتبرـ بكل صرا حة ـ معرفة الله أمراً فطرياًعند الانسان، ويرى أنها من الثرواتالطبيعية فيه، شأنها في ذلك شأن بقيةالغرائز.

مطالعة كتاب الخلقة:

يسلك الأنبياء بين الناس بالنسبة إلىالمعرفة الالهية دور المذكر لا المعلمفانهم يقومون بإزاحة أستار الغفلة عنالضمير الباطن والفطرة الانسانية، إنهمجاؤوا ليوصلوا المعرفة الفطرية الاجماليةإلى مرحلة الايمان الاستدلالي العقليالتفصيلي عن طريق الارشاد إلى التفكيروالتدبر في الآيات، وعن طريق مطالعة كتابالخلقة، حيث تتجلى مظاهر الدقة والاتقانفي كل ذرة من موجودات هذا الكون الفسيح،وبذلك ليؤمن الناس بعظمة خالقهم ويخضعواله في مقام العبودية ويطيعوا أوامره.

إن المعرفة الفطرية قابلة للتوضيحبأسلوبين:

(1) الكافي لثقة الاسلام الكليني ج 1|163.

(2) الكافي لثقة الاسلام الكليني ج 1|163.

(3) المصدر السابق ج 1|85.