طفل بین الوراثة و التربیة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
«فأقم وجهك للدين حنيفاً، فطرة الله التيفطر الناس عليها، لا تبديل لخلق الله، ذلكالدين القيم» (1).هذا هو الأساس الرصين للفطرة، ويظهر فيالميل الغريزي للتدين ومعرفة الله جلوعلا، وعلى سبيل الاستشهاد نورد النصوصالتالية:1 ـ عن زرارة قال: «سألت أبا جعفر (ع): ماالحنيفية ؟ قال: هي الفطرة التي فطر الناسعليها... فطرهم على معرفته» (2).2 ـ عن الامام الصادق (ع) في قوله تعالى:(فطرة الله التي فطر الناس عليها) قال:«فطرهم على التوحيد» (3).3 ـ عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآلهوسلم): «كل مولود يولد على الفطرة حتى يكونأبواه يهودانه وينصرانه» (4).يستفاد من هذا الحديث أنه يوجد الأساسالأول لتقبل الدين في فطرة جميع الأطفال،ويستغل الأبوان ـ وهما القائمان على تربيةالطفل ـ هذه الثروة الفطرية ويريبان الطفلعلى الدين الذي يريدانه. فإن لم تكن غريزةالتدين موجودة في فطرة الانسان لم يكنمعنى لتأثير توجيه الوالدين في اعتناقالطفل لدين معين طيلة حياته.4 ـ عن الامام الصادق (ع): «ستة أشياء ليسللعباد فيها صنع: المعرفة، والجهل،والرضا، والغضب، والنوم، واليقظة» (5).فحين يولد الطفل تكون صفحة خاطره بيضاءصافية لا يوجد فيها أي معرفة: «واللهأخرجكم من بطون أمهاتكم، لا تعلمون شيئاً»(6) لكن الله تعالى قد جهز الطفل بالغرائزكالشهوة والغضب والنوم واليقظة لاستمرار