طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 278
نمايش فراداده

إن قسماً من علماء النفس الغربيين الذينسايروا نظريات فرويد تقريباً لم يستطيعواالسكوت على عدم نضح كلماته بصدد المذهب: ـ

«إن الذي يطالع آثار فرويد ويصل إلى هذهالنتيجة وهي أنه لم يجب على استفساراتوأسئلة القراء في القضايا المذهبية وماشاكل ذلك. ولكن يجب أن لا يغيب عن أذهانناأن فرويد لم يدع أبداً أنه قدم توضيحاًكافياً في المسائل الدينية» (1).

ونظراً لأن التحليل النفسي يعرض إلىالأسواق الفكرية في بلادنا كمتاع جديد،ولا بد من اقتران اسم فرويد معه، فمنالممكن أن يستغل البعض كلماته ـ عمداً أوجهلاً ـ لالقائها كقواعد مسلم بها وبحوثثابتة في أذهان الشبان الساذجينوالمؤمنين، وبذلك يتسببون في انحرافهمالعلمي والديني، أو يروجون سوق الدعارةوالتحلل والتفسخ، ويجرون جيلنا الجديدإلى هوة سحيقة لا تحمد عقباها... فنرىلزاماً أن نناقش بعض كلمات فرويد بصورةعلمية ونضعها على طاولة التشريح، عسى أنتقع مفيدة لشبابنا الأعزاء والمثقفينمنهم بالخصوص.

إنكار الوجدان الفطري:

من المغالطات المهمة التي يذهب إليهافرويد، إنكاره للوجدان الفطري. فالوجدانالفطري في نظره ليس إلا رد فعل. ولو كانفرويد يقسم الأمور الوجدانية عند الانسانإلى طائفتين: إحداهما فطرية، والأخرىناتجة من النواهي والمراقبات الاجتماعيةفإنا كنا نوافقه على ذلك ولكنه يعتبر جميعالأمور الوجدانية وليدة الرقاباتالاجتماعية والميول المكبوتة ويصرح بأنهلا يوجد في الانسان تصورات أولية للخيروللشر، ويتطرق في كلماته إلى موضوع القتلويجعل بحثه يحوم حوله.

ولأجل إتضاح الوجدان الأخلاقي الفطري،وللتمهيد إلى الحديث عن كيفية الادراكالفطري لقتل النفس وطائفة من الصفاتالخلقية الأخرى لا بد من ذكر مقدمة:

(1) أنديشه هاى فرويد ص 86.