طفل بین الوراثة و التربیة جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
إن لفوهة البندقية حركتين: إحداهما ناشئةمن احتراق المواد الداخلية للطلقة،والثانية الحركة الطبيعية. ففي الصورهالأولى إذا حركنا زناد البندقية ووجهناالفوهة إلى أي جانب فإن الطلقة تندفع إلىذلك الجانب، وفي الصورة الثانية إذا تركنافوهة البندقية حرة في الفضاء ودون أيحركة، فإن الطلقة تندفع إلى جانب واحد وهوجهة الجاذبية الطبيعية للأرض.فإذا أردنا قياس الحركة الطبيعية للرصاصةفيجب أن نتركها حرة في الفضاء تماماً،ولانخضعها لتأثير اي عامل مخالف.إن الوجدان الأخلاقي والميول الباطنيةللانسان تشبه الحركة الطبيعية للرصاصة.فإذا أردنا أن نعرف الادراك الخلقيوالوجدان الفطري للانسان يجب علينا أننبحث على إنسان طبيعي مائة في المائة...الانسان الذي لم يخضع لأي تاثير مخالف.فمثلاً إذا أردنا أن نعرف مدى قبح قتلالنفس في الوجدان الفطري عند الانسان، يجبأن نبحث على إنسان لم تلوث فطرته ولم يتغلبعلى إدراكه الباطني عارض من العواملالمختلفة. فإن من يرتكب جريمة قتل لوقوعهتحت تأثير الشهوة أو الغضب، أو أن من يقتلالناس في ساحة الحرب على أساس التعصبوطلباً للشهرة، أو أن يرتكب جريمة شنيعةحصولاً على المال أو وصولاً إلى الجاه...هؤلاء لا يمكن أن يكونوا مجالاً مناسباًللبحث عن الادراك الفطري للوجدانالأخلاقي عند الانسان، لأن حركة هؤلاءتشبه الرصاصة المندفعة تحت تأثيرالاحتراق الداخلي للبارود، إذاً انحركتها غير طبيعية.ولأجل أن يسلب فرويد قبح قتل النفس منإدراك الوجدان الأخلاقي وينسبه إلى ندامةالقاتل من عواقب الجريمة الوخيمة، يفترضقبيلة خيالية في فكره، ثم يصنع من الشهوةالجنسية بطلاً للأسطورة حيث يقدم على قتلالأب الخيالي. ثم يستند إلى هذه القبيلةالافتراضية ويأتي بسلسلة من النظرياتالباطلة التي لا أساس لها من الصحة أصلاًبالنسبة إلى الله والدين والأخلاقوالوجدان!!.«يرى فرويد أن الأب أو رئيس القبيلة كانيحتفظ لنفسه