طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 32
نمايش فراداده

النفسي والتكامل الروحي، يذهب هؤلاء إلىالتمسك بالجانب المادي واعتبار الأهواءوالرغبات المادية ملاكاً في معرفةالسعادة. وعليه فالكمالات النفسيةوالسجايا الخلقية والفضائل تفقد أثرهاعلى مذهب هؤلاء المتمدنين.

وبصورة موجزة، فإن الافراط الشديد فيالجانب الروحي، والتفريط الشديد فيالجانب المادي... اللذين كنا نشاهدهما عندفلاسفة العصور القديمة قد انقلبا إلىالعكس تماماً في المدينة الغربيةالمعاصرة. فأخذت بالافراط الشديد فيالجانب المادي والتفريط الشديد في الجانبالروحي، كرد فعل للنظرة السابقة. وهنا لابأس بأن نتطرق إلى بعض تلك المبادىء بصورةإجمالية:

المبدأ الاقتصادي:

يعتقد العالم المتمدن اليوم ـ وفيالمعسكر الشرقي منه بالخصوص ـ بأن السعادةمنحصرة في التقدم الاقتصادي، وأن مصيرالسعادة الانسانية مرتبط بمصير الوضعالاقتصادي، هؤلاء ينظرون إلى كل زواياالحياة بمنظار الاقتصاد، ويعللون جميعالمسائل الاخلاقية والاجتماعية والدينيةوالاعتقادية بعلل اقتصادية... فهم يقولون:ـ «إن تغير الأساس الاقتصادي يزعزع كلالبناء الفوقي والهائل عل صور مختلفة منالسرعة أو البطء... هذا الانقلاب الذييشاهد بالضبط الخاص بعلوم الطبيعة وبينالأشكال الحقوقية والسياسية والدينيةوالفنية والفلسفية أو بكلمة مختصرة،الأشكال الفكرية التي يتصور فيها الناسهذا النزاع ويكافحونه... فينبغي تفسير هذاالوعي في المجتمع بالقوى المنتجة وعلاقاتالانتاج...» (1)

(1) المادية الديالكتيكية والماديةالتأريخية، تأليف ستالين. ترجمة خالدبكداش ص 62.