طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 364
نمايش فراداده

نفوس الأشخاص المؤمنين وأن القوةالايمانية تمنع من إسراف الرغباتالمضطربة وهيجانها أكثر من الحد المقرر.

«عن أبي عبدالله (ع) قال: ثلاثة هم أقربالخلق إلى الله يوم القيامة حتى يفرغ منالحساب: رجل لم تدعه قدرة في حال غضبه أنيحيف على من تحت يده، ورجل مشى بين اثنينفلم يمل مع أحدهما على الآخر بشعيرة. ورجلقال بالحق في ما له وعليه» (3)

في هذا الحديث يبين الامام الصادق عليهالسلام غلبة الايمان على الميولالنفسانية في ثلاثة أفراد.

وللرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم)بيان آخر يتضمن بعض صفات المؤمن فيقول: «...مشمولاً بحفظ الله، مؤيداً بتوفيق الله،لا يحيف على من يبغض، ولا بأثم في من يحب،لا يجوز ولا يعتدي، لا يقبل الباطل منصديقة، ولا يرد الحق على عدوه» (1)

إن المؤمنين بخالق الكون هم الرجالالأحرار في العالم وليس للميول النفسانيةوالحقد والبغضاء طريق إلى نفوسهم، أو مكنةفي الانحراف بهم عن السلوك الصحيح والطريقالمستقيم.

الايمان والهدوء النفسي:

إن الأثر الثاني للايماني بالله يظهر فيالهدوء النفسي. إن المؤمنين الحقيقيينمضافاً إلى قدرتهم على تعديل غرائزهموشهواتهم بفضل الايمان يقدرون علىالاحتفاظ بشخصيتهم أمام هجوم الحوادث،وقبال الضربات الشديدة التي توردهاالمصائب وآلام الحياة عليهم فلا يصابونبأي إضطراب أو قلق تجاهها.

لقد حاصرت الحوادث والمفاجئات الطبيعيةفي العالم مثل الموت والمرض والزلزالوالفيضان، وما شاكل ذلك، البشر من جهة،والاخفاقات وحالات

(1) وسائل الشيعة للحر العاملي ج 4|38.

(2) بحار الانوار للعلامة المجلسي ج 15|82.