طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 376
نمايش فراداده

كالحيوان المفترس عليهم ويهجم علىكرامتهم ووجودهم بلا قيد أو شرط... فينهيبذلك حياتهم.

` الحياة في دولة كهذه لا تعني إلا الشفاءوالحرمان، وهناك يستحيل على الأفرادالوصول إلى الكمال اللائق بهم بهم كبشر،وينغلق الطريق أمامهم نحو السعادة... فيمثل هذه الدولة يحترم الأفراد حاكميهمبدافع من الخوف والأمن من الضرر، ويطيعونأوامرهم صوناً لدمائهم... ولكنهم في الواقعيصبون سيل اللعنات عليهم.

الانقياد بسبب الخوف:

إن نظرة الاسلام إلى هؤلاء الحكامالظالمين... إلى هؤلاء الثلة الحقيرة التيتحكم الناس بقوة الحديد والنار... نظرةملؤها الريبة والاحتقار ويعرفهم بأنهمأحقر الناس وشرهم في مقام الحكم الإلهي.

عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «شر الناس يومالقيامة: الذين يكرمون إتقاء شرهم» (1)

كما ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) فيحديث آخر: «ويل لمن تزكيه الناس مخافة شره،ويل لمن أطيع مخافة جوره، ويل لمن أكرممخافة شره» (2).

وفي حديث ثالث: «الا أن شرار أمتي: الذينيكرمون مخافة شرهم، الا ومن أكرمه الناساتقاء شره فليس مني» (3).

الانقياد في ظل الحرية:

في ظل الحرية والعدالة، تكون إطاعة الناسللقوانين والأنظمة ناشئة من الشعوربالواجب، والميل للحصول على السعادة، امافي الحكومة الاستبداية والتي تساس بالعنفوالقسوة، فإن منشأ إطاعة الناس للأنظمة هوغريزة

(1) الكافي ج 2|327.

(2) مجموعة ورام ج 2|115.

(3) سفينة البحار ص 695.