طفل بین الوراثة و التربیة

محمد تقی الفلسفی

جلد 1 -صفحه : 399/ 390
نمايش فراداده

المدينة بأنها لا تملك شيئاً، ثم خاطبتوليدها قائلة والله لو كنت أملك من حطامالدنيا شيئاً لافتديت به عنك، وحقنت بهدمك، وهنا وجم الجندي القاسي البعيد عنالايمان إذ يئس من الحصول على المال ثماختطف الطفل من أمه وهي ترضعه، ورمى به إلىالجدار بشدة حيث تحطم مخه... (1).

وانقشعت الغيوم عن انفجار المسلمين ضدبني أمية وحكمهم، وأثمرت بذور الحقدوالعداوة التي زرعوها في قلوب الناس،فثاروا ينتقمون منهم. وحينئذ لم يرحمواامرأة أو رجلاً، شيخاً أو شاباً، حتى أنهمبعد قتلهم لهم كانوا لا يدفنون جثث القتلىبل يتركونها في الخرائب طعمة للكلابالسائبة والطيور الجارحة.

بقاء الأسرة في ظل العدل:

عندما يحكم الآباء والأمهات في الدولةالصغيرة للأسرة بقوة الجق والفضيلة، وعلىأساس العقل والعدالة فإن تلك الأسرة تبقىقوية ونشيطة على مدى الأجيال. ولا تستطيعالقرون المتمادية أن تحطم تلك العائلةوتهدم بناءها، ذلك أن الفضائل الخلقيةوالعدل والانصاف تضمن دوام تلك الأسرة.

وعلى العكس من ذلك فان الآباء الذينيديرون الأسرة بالضغط والاضطهادوالتهديد، وبدلاً من قيامهم بالتربيةالصحيحة والعقلائية يعذبونهم، فانهميبذرون بذور العداوة في قلوبهم، ويسقونأشجار البغض والحقد بأعمالهم الفاسدة،فيهيئون بذلك وسائل الشقاء لأنفسهمولأطفالهم فعندما يتحطم سد التهديد في يومما بموت الأب أو سفره أو عجزه، تنفجرالعقدة النفسية للأطفال وتؤدي إلى سيل منالانتقام والثأر الذي يمكن أن يتضمن نتائجوخيمة.

«هناك أباء وأمهات مستبدون لا يتمالكونعلى أنفسهم من الاساءة والضرب. وفي هذهالصورة لا تكون بعض

(1) تتمة المنتهى للشيخ عباس القمي ص 61.